مقال رأي2018/05/29 15:06
ذبيحة قنفود
بقلم سعد برغل
لا أعرف لماذا ينتابني شعور أنّ الشعب التّونسي أزهق أرواح أبنائه وأهدر وقتا ومالا وأضاع فرص العمر ليتجاوز المنظومة القديمة ولكنّ الوقائع تقول كلّ لحظة أنّ المنظومة التجمّعية منظومة متربة لا وعي المسؤول وهي كامنة في لاوعي المواطن،
فم من حوادث شاهدناها حول تدخّل المعتمدين والولاة في شؤون التسيير الإداريّ لمصالح تحت إشراف غيرهم والمصيبة أنّ هذه المؤسسات كانت تعمل ي عهد التجمّع بلا تدخّل للمسؤولين التجمعين ولكنّنا اليوم نشهد محاولات بعض هؤلاء العودة إلى مثل هذه التدخّلات الخرقاء، ولهؤلاء نقول لقد فاتكم القطار كما فات من قبلكم، فاتعظوا لأنّ المسؤوليّة بمؤسسات التعليم العالي لا تخضع لقانون التحّزّب و"الكوتا" الحزبيّة، هي نتاج الديمقراطية والانتخابات.
يستبدّ بي هذا الشّعور بالإحباط كلّما اعترضتني في مسؤوليتي الجامعيّة مثل هذه التدخّلات الصبيانية لأشباه المسؤولين أرثي حال هذا الوطن الذي وهب دماء أبنائه ليقطع مع هده الممارسات التي بدأت تشهد تنامي العودة إليها، فمن من مظاهرات قمعها الأعوان بعنف أشدّ من عنف بوليس بن عليّ ، وكم من وظيفة ومركز باعها المسؤولون بأثمان أكبر من رشاوى بن عليّ، وكم من مدرسة سقطت ومن طريق لم يصمد أكثر من أشهر، والكلّ لا يرى ما يراه الأعمى، ويحجب عين الشّمس بالغربال، موظفون بحجم الكفّ لا يتجاوز وزنه وزن ربع الرّطل من نخالة الدقيق يسرون البلاد بعقلية التخلّف لا التّجمّع.
اليوم ونحن في مفترق طرق لا بدّ من التذكير أنّنا كدنا نسقط في الهاويّة يوم ألبسنا السياسة رداء الدّين، وبعد مات من مات ونُكح من نُكح بفتاوى شرعيّة، واعتدى الذين يخافون الله على المواطنين بالطرقات، وهدّد كبار سحرتهم الشعب بالسّحل، نجد اليوم بعد السّبع العجاف مع مسؤولين لا يعرفون بالضّبط صلاحياتهم وما درَوا أنهم يحنّون كما القطيع إلى من يرفع السوط ليجلد منهم الظّهر وهم يتلذّذون إيقاع السوط يتناغم مع الجهل الإداريّ وعدم وضوح الرؤية، طبعا هي بركات حزب تبجّح أنّه قادر على توفير أربع حكومات لتونس، ههه أربع حكومات وهاهم قد رفعوا الغطاء عن الشّاهد وتركوه أمام ذئاب الدين والجلباب والجبة واللباس الأفغاني، تعاسة من نادى بالتصويت الناجع وأنا منهم للأسف، وعلى من قام بهذا الإثم في حقّ الوطن أن ينظر إلى الذّئاب تترصّد يوسف بعد أن ألقاه إخوته في الجبّ وعن قريب سيلقيه إخوان الشيطان من شاهق.
كثيرا ما قرأنا " اللهم بلّغنا رمضان" وها قد بلغناه" وقرأنا" زوجي حبيبي خذ بيدي إلى الجنّة" كأنّا قاصر ولا يقبل ربّها إدخالها الجنّة إلاّ بجواز سفر يمضيه رجلها أو بعلها أو سيّدها بحكم أنها مملوكة جسدا وروحا وشرعا لرأس القطيع الذي تنتظر يوما أن يدخلها الجنّة، عقل قطيع بلحى عفة ونقاب أسود سواد قلوبهم، تخلّف يستوي فيه المثقف أو من يدعي في العلم فلسفة ومن حفظ الكتب الصفراء ومازال يحفظ صحيح شيخين أكّدت الأيام أنهما حشرا فيه أكثر الأحاديث الموضوعة.
كثيرا ما قرانا مثل هذه وتعبنا من "انشرها و لك الأجر" وأرهقتنا عقلية التهديد والوعيد" إنْ لم تنشرها فقد منعك شيطانك" أو من لم ينشرها سيعلّقه الله من أجفانه" رجال دين ترهيب بامتياز يستوي فيه من منظومة الفساد ، عقلية لا تعترف بحدودها ولا تحترم حدود غيرها، حتى الحيوانات تضع بالفطرة حدودا لسلطتها على الأرض، نحن مع بشر لا يعترفون بحق غيرهم وعلى استعداد لكلّ التفاهات تلبية لعقدة تسلط ورثوها عن سلطان غاشم.ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال.
مقالات أخرى
رياضة 10/11/2024
ميسي يفشل في قيادة إنتر ميامي للفوز بالدوري
وطنية10/11/2024
الرصد الجوي.. أمطار غزيرة في القيروان
وطنية10/11/2024